الزواج السعيد يبدأ بالإختيار المناسب
الزواج علاقة متعددة الأبعاد
العلاقة الزوجية علاقة متعددة الأبعاد, جسدية, عاطفية, عقلية,اجتماعية و روحية، وهي علاقة أبدية (المفروض) فهي ليست قاصرة على الحياة الدنيا بل تمتد الى حياة الآخرة, وهي علاقة شديدة القرب تصل في بعض اللحظات الى حالة من الاحتواء و الذوبان, وهي أيضا شديدة الخصوصية بمعنى أن هناك أسرارا وخبايا بين الزوجين لا يمكن ولا يصح أن يطلع عليها طرف ثالث.
أهمية حسن الإختيار
إختيار شريك الحياة من القرارات المهمة التي يقطعها الإنسان في حياته إن لم يكن أهمها على الإطلاق، إذ يتوقف عليه اختيار الشخص الذي سوف يقاسمه حياته بكل متاعبها ومشكلاتها وأحزانها وأفراحها أيضاً، فحسن اختيار الشريك يطيل العمر و يؤمن حياة صحية كما يقلل الزواج من نسبة الانتحار ويرفع المستوى المادي للفرد فتعم السعادة و الاستقرار .
معاً يكونان أسرة واحدة تأتي بأطفال يكونون في الغد هم أسرتهم الكبيرة التي يعيش كل من الأم والأب تحت ظلالها.
ولأن شريك الحياة يقاسمك كل قرارات حياتك، ويربي معك أبناءك ويسير معك في طريق حياتك أصبح من الحتمي التركيز على حسن الاختيار و ايلائه الأهمية التي يستحق.
أساسيات إختيار الشريك
يعتمد اختيار الزوج المناسب على مقاييس و مواصفات داخلية وخارجية تساعد على توفير أسباب النجاح للعلاقة اذا توفرت و تعتمد المقاييس الداخلية أساسا على :
1- حد أدنى من التعاطف و التجاذب النفسي المتبادل.
2- حد أدنى من التناسب في الطباع.
3- حد أدنى من الاتفاق على قيم أخلاقية أساسية.
4- حد أدنى من الاتفاق على أهداف مشتركة في الحياة.
5- حد أدنى من التناسب الروحي.
بينما تعتمد المقاييس الخارجية على المواصفات المطلوب الانتباه لها وعدم اهمالها ألا وهي:
1- التناسب في السن
2- الخصائص الجسمانية
3- التناسب في المستوى الثقافي و التعليمي.
4- التناسب في المستوى الاجتماعي.
5- الإمكانات الاقتصادية اللازمة لإتمام الزواج.
هل الزواج سعي أم نصيب؟؟
يختلف جذب الشريك الملائم عن اختيار الشريك فعندما نركز على شخص معين لجذبه في اعتقاد منا انه الشخص المناسب لحياتنا يمكن أن نفقد أشخاصا آخرين أكثر ملائمة لحياتنا و لن نراهم مادامت أعيننا على شخص بعينه لذلك المطلوب التركيز على طاقة الارتباط و الحب و التفاؤل, اذا ركز على صفات لا على أشخاص تجذب لحياتك الأفضل.
كل شاب أو شابة عنده مواصفات يرغب أن يراها في شريك حياته،ولكي يتم ذلك عليه ان يبدأ بتدريب نفسه على اكتساب الصفات الإيجابية و الانتباه الى أنّ الله تعالى قد خلق تركيبة الرّجل الخلقيّة والخلقيّة بشكلٍ يختلف عن تركيبة المرأة، وهذا لكي يحصل التكامل الضروري لبناء علاقة ناجحة.
ونخلص من هذا كله الى أنه كي يتم الزواج بشكل صحيح فلابد أن يعرف الشباب لماذا يتزوج و يتحلى بالوضوح مع النفس و معرفة السلبيات قبل الايجابيات وكيفية التعامل معها ،عبر اتاحة فرصة كافية للتعارف والاستعداد المتبادل لمعرفة الآخر المختلف دون التخلي عن استشارة أهل الذكر وأصحاب التجارب الناجحة و أخيرا الاستخارة و الدعاء لله سبحانه بالتوفيق و السداد.