مــــــــــيت مع وقـــــــــــــــــــــف التنفيــــــــــــــــــــــــــــذ
قطع المشهد وأقتحم المكان والزمان ليرسم معاناته التي يحملها منذ سنوات، خطف الكاميرا ربما ليقينه بأن الموت سيخطفه في أية لحظة، بدأ عليه الارتباك في وصف حالته، مستنكراً، مستغيثاً، مستغرباً من لقاء يجريه الزميل مؤمن شويخ مع العامة في أحدى شوارع غزة، في حين أنه أحق بهذا اللقاء الذي وصف فيه حالته بأنه ميت مع وقف التنفيذ.
عدنان بربخ أبو وصفي رجل في الخمسين من عمره يحتاج لعملية قلب مفتوح، ومشاكل أخرى استدعت حصوله على تحويله للعلاج بالخارج، ولأكثر من ستين يوم ينتظر فتح معبر رفح لإجراء العملية الجراحية في مستشفى أردني، ولا يستطيع الذهاب عبر معبر بيت حانون ” أيرز” لأنه أسير سابق أعتقل في سجون الاحتلال لمدة ستة سنوات، وبذلك لن يسمح له الاحتلال بالخروج من غزة للعلاج، أما معبر رفح المغلق فهناك الآلاف من المرضى اللذين ينتظرون دورهم في السفر، بل ينتظرون الموت، لأنه أقرب لكل منهم من حلمه في السفر للعلاج.
ستة سنوات قضاها أبو وصفي في سجون الاحتلال، ليخرج من سجن إلى سجن آخر، ربما أكثر قسوة وألم حين يشعر بأنه يكرم بعد نضاله ضد الاحتلال بعدم تمكنه من السفر لينال أبسط حقوقه في العلاج على الرغم من وجود تقرير طبي يفيد بسرعة علاجه.
من يتحمل مسؤولية موت آلاف المرضى اللذين لم يتمكنوا من السفر للعلاج عبر معبر رفح؟ أليس بذلك يصبح معبر الموت؟ ألا يجب على القادة أن يضعوا حداً للإنقسام الذي دام لأكثر من ثماني سنوات من أجل شعب ناضل وضحى بكل ما يملك للوطن؟
كيف لنا أن نطالب الشعب بالصمود ونحن أول من يسهم بهدم مكونات الصمود؟ وأخيراً ومع كل ما خلقه الانقسام من فرقة بين شعبنا ومشاكل سياسية وإقتصادية وإجتماعية كيف لنا أن نسمع النشيد الوطني الفلسطيني…