المزونة:مشروع ثقافي عن الكتاب والمطالعة بعنوان”خير جليس”
وسيكون هذا المشروع موجّها لتلاميذ المدارس الرّيفيّة ذات الأولوّية التّربويّة بمعتمديّة المزّونة من خلال تقديم أنشطة ثقافيّة و ورشات في المسرح و السينما و فنّ الحكي ،وذلك بهدف جعل الثّقافة في خدمة التّربية من خلال العمل على ترغيب الطّفل في المطالعة و الكتاب و تحفيزه و تشجيعه على الحوار و المبادرة و الإلمام بأساسيات السينما و المسرح و فن الحكاية .
وفي هذا الاطار أفادت مديرة هذا المشروع الاستاذة سالمة بنعبد الرحمان “الإعلام الجديد” أن “الكتاب يمكن أن يكون نصّا مقروءا أو صورة مرئيّة (سينما) أو رواية محكية (الحكواتي) أو عرضا مسرحيّا كما أنه بالمطالعة وتنمية قدرات التّواصل و التّمكّن من اللغة و الحوار سيتمكّن الطفل من اكتساب أجنحة تجعله قادرا على التّحليق في عالم الفنّ والإبداع لذا سيكون نشاطنا موجّها لتلاميذ المدارس الرّيفيّة ذات الأولويّة التّربويّة وهي مدارس موجودة في أرياف نائيّة تعاني من صعوبات في التّعلّم وضعف في الإنتاج و التّواصل وفي قطيعة تامّة مع كلّ ما هو فنّي و ثقافيّ .
كما سنحاول أن نكون همزة وصل لإيصال المسرح و السّينما و الحكاية و التّرغيب في المطالعة لهذه الفئة المهمّشة و سيكون شعارنا حق الطّفل الرّيفي في الثّقافة و الإبداع .
كما سنعمل من أجل إرساء عادة القراءة و الفعل الثّقافي لدى النّاشئة باعتبارهم يمثّلون عماد المستقبل ، فالطّفل لابدّ أن ينشأ على حبّه للدّراسة و القراءة و الفنون وسيكون بذلك الكتاب مرجعه الأساسي و خير جليس له” ومن هذا المنطلق يستهدف هذا المشروع المدارس الريفية 2 مارس بعمادة الفوني وطلح المراقب بعمادة الخنبة وفرقار بعمادة السد من معتمدية المزونة “.
كما يهدف المشروع حسب تصريح رئيس جمعية الابداع المسرحي بالمزونة الاستاذ توفيق سبيكة لـ”الإعلام الجديد” إلى إعادة الاعتبار إلى الكتاب عامة و تفعيل دوره الثقافي و التربوي لدى تلاميذ المدارس الابتدائية ذات الأولوية التربوية ،من خلال ورشات في الترغيب في المطالعة و المسرح و السينما طيلة السنة الدراسية وذلك بتأطير 250 تلميذ و ترغيبهم في المطالعة و جعلها سلوكا متواصلا بتركيز 3 خيام مطالعة يشرف عليها 3 مؤطرين بمعدل ساعة يوميا لمدة 3 أشهر و تنمية قدرات و مهارات 180 تلميذ في التواصل الشفوي و الإنتاج الكتابي من خلال 3 ورشات في المسرح ،السينما والحكاية و بمعدل حصة أسبوعية لمدة 3 أشهر يؤطرها 6 أساتذة اختصاص و 3 حكواتية الى جانب تحفيز 150 تلميذ و تعويدهم على إبداء الرأي و الحوار ،من خلال مشاهدة 6 عروض سينمائية و 6 عروض مسرحية بمعدل عرض مسرحي و عرض سينمائي كل شهر ولمدة شهرين يشرف عليها 6 مؤطرين .
إلى جانب تكوين 15 مدرس للإشراف على ورشات المسرح و السينما و الحكواتي من خلال دورة تكوينية لمدة 3 أيام يؤطرها 3 أساتذة اختصاص ويستهدف المشروع تلاميذ المدارس وأوليائهم والمدرّسين والمدربين من المناطق الريفية ذلك أن معتمدية المزونة تتسم بطابعها الرّيفي بالأساس فمركز المعتمدية توجد به دار للثّقافة و مكتبة عموميّة و دار للشباب لا تكاد تغطّي بأنشطتها نسبة قليلة من متساكني المنطقة البلديّة نظرا لضعف في الإعتمادات المخصّصة للعمل الثقاقي .
أمّا معظم السّكّان فيتواجدون في الأرياف في تجمّعات سكنية حول مدارس ابتدائية ذات أولويّة تربويّة وتعاني من ضعف نسبة التّمدرس ،ارتفاع نسبة الانقطاع المبكّر عن التّعليم ، تدنّي المستوى العامّ للنّتائج المدرسيّة و ضعف في الإنتاج الكتابي و التواصل الشّفوي و غياب كلّي للأنشطة الثّقافيّة هذه هي الصّورة المميزة لأرياف المنطقة والتي تعرف تهميشا اقتصاديا وحالة فقر و خصاصة وغياب للمبادرات و الأنشطة الثّقافيّة و التّرفيهية ومن خلال وعي أصحاب هذه المبادرة الثقافية بحق الطفل في الثّقافة و دور الكتاب و المطالعة في تنمية قدراته الإبداعيّة لتحقيق معادلة الثّقافة في خدمة التّربية سيعملون ومن خلال هذا المشروع على ردّ الاعتبار للمطالعة بهدف اعادة الاعتبار للدور الثقافي للكتاب و ليكتسب الطّفل دربة ورغبة متواصلة في الاستفادة منه سعيا نحو تأسيس جيل قارئ ومبدع و أرياف منفتحة على الأنشطة الثّقافيّة .
يشار الى ان هيئة تنظيم هذا المشروع أعدّت لانجاحه خطة تنفيذية متضمنة الجدول الزمنى لتنفيذه عبر مراحل انطلاقا من آوائل السنة الحالية والى غاية اختتامه يوم 15 جوان القادم .
حيث سيتم يوم 2 مارس القادم تركيز خيام للمطالعة لتنطلق منذ 3 مارس والى حدود 30 ماي أشغال ورشات المسرح والسينما وفن الحكواتي وورشات فن الممثل ، صنع و تحريك العرائس والماكياج وتعرض من 1 مارس الى 30 ماي 6 عروض سينمائية و6 عروض مسرحية.
ليتم إثر مشاهدة العروض السينمائية والتي ستكون خاصة بأفلام لقصص عالمية تحويلها إلى انتاجات كتابية كما تنتظم من 28 مارس الى 30 ماي دورة تكوينية للمدرّسين بالمدارس الريفية المستهدفة للتعرّف على تقنيات الفعل المسرحي و السينما و الحكاية و تأثيرها في العملية التربوية الى جانب تكوينهم في التنشيط الثقافي المسرحي والسينمائي وتقنيات الاتصال الثقافي وآليات التشجيع على المطالعة والتعرف على تقنيات الحكاية والتدرب على فن الحكي بالاعتماد على بعض القصص .
الى جانب تنظيم تربص في فن المسرح و السينما و الحكواتي ليكون الاختتام يوم 15 جوان بتكريم المساهمين في انجاح هذا المشروع وعرض نتائج العمل ورفع توصيات لجنة التنظيم من خلال وثيقة خطة المشروع تكون بمثابة استراتيجية عمل مستقبلية في ما يخص البرامج الثقافية الهادفة الى تشجيع المطالعة في الوسط الريفي ويمكن أن تستأنس بها ادارة المطالعة العمومية بوزارة الثقافة ضمن تنظيمها السنوي لـ”الملتقى الوطني للمطالعة في الوسط الريفي” ويتوقّع أن يحقق هذا المشروع أهدافه من خلال تحفيزه لـ 150 تلميذ و تعويدهم على ابداء الرأي و الحوار والحصول على 120 تلميذا ممن ستصبح لديهم عادة المطالعة اليومية تلقائيا و بمعدل 40 تلميذا في كل مدرسة و تنمية قدرات 90 تلميذا في التواصل الشفوي و الانتاج الكتابي بمعدل 30 تلميذا في كل مدرسة الى جانب تعويد 75 تلميذا على ابداء الرأي و الحوار المنظم بمعدل 25 تلميذا بكل مدرسة.
الى جانب تكوين 9 مدرسين في تقنيات فن المسرح و السينيما و الحكاية بمعدل 3 مدرسين في كل مدرسة و واحد في كل اختصاص.