وادي مليز:إعادة بناء قاعة عروض بدار الثقافة
و يتوزّع المبلغ المرصود على اعادة بناء قاعة عروض وتوسعة الجناح الاداري للمؤسسة بما يمكّن من اضافة قاعات جديدة يمكن استغلالها كفضاءات للنوادي التنشيطية ،من شأنه تقديم الاضافة للمشهد الثقافي بالجهة ،خصوصا وان منطقة وادي مليز تعجّ بالطاقات الابداعية الشبابية الخلاّقة وهي في حاجة أكيدة لتأطيرها .
يذكر أن قاعة العروض القديمة كانت آيلة للسقوط وتمت ازالتها منذ 4 سنوات تلافيا لمخاطر سقوطها على المباني المجاورة ورغم أن هذه المؤسسة لا تتوفّر على قاعة عروض فان اطارها الاداري والتنشيطي حرص على أن يكون مساهما في ثراء المشهد الثقافي الجهوي .
خلال السنتين الاخيرتين قدمت العديد من البرامج والتظاهرات بالفضاءات العامة وخاصة بالمنتزه العائلي وبعدد من المؤسسات التربوية بالوسطين الحضري والريفي في اطار تجسيمها لتوجّهات وزارة الثقافة وانفتاحا منها على محيطها السوسيو ثقافي .
حيث فتحت المؤسسة فضاءها لفوج خاص بتعليم الكبار والاتفاق مع تشريكها للدّارسين ضمن هذا الفوج في مختلف الأنشطة الثقافية وخاصة منها ما يتعلّق بتنفيذ المشروع الوطني المندمج لمقاومة الانقطاع المدرسي لدى الفتيات في المناطق .
الى جانب تنظيمها لعدد من الانشطة الثقافية للتحسيس بالسلوك البيئي الحضاري وذلك بالتعاون مع نادي التربية المدنية بالمعهد الثانوي بوادي مليز الى جانب التنسيق مع هذا النادي في تركيز “حديقة المواطنة” بساحة المعهد المذكور من خلال نصب شعارات ذات طابع مدني ديمقراطي وغراسة عدد من أشجار الزيتون كرمز من رموز السلام والتسامح .
كما أتاحت هذه المؤسسة الثقافية الفرصة للتلامذة من مختلف الشرائح العمرية لإبراز مواهبهم في مجالات الغناء والسكاتشات وخاصة عبر عدد من القوافل الثقافية للمؤسسات التربوية في الوسط الريفي. وذلك في اطار عدد من شراكات العمل ومنها ابرام اتفاقية شراكة وتعاون بين دار الثقافة ونادي التربية المدنية بالمعهد الثانوي بوادي مليز، بهدف تنظيم أنشطة ثقافية تنصهر في اطار تنفيذ سياسة وزارتي الثقافة والتربية في مجال الانشطة الثقافية الهادفة الى غرس روح ومفاهيم المواطنة لدى الفئة التلمذية.
وفي اطار التظاهرة الثقافية “مبدعون من أجل الحياة” في دورتها الاولى نظّمت هذه المؤسسة الثقافية وبعد تشكيلها للجنة محلية فعاليات الدورة الاولى لـ”أسبوع الفن” وكانت تحت شعار “غابتنا…حياتنا،فلنبدع من أجل الحياة” على أن تكون دورة تأسيسية أولى وتصبح تظاهرة سنوية قارّة لافتتاح الموسم الثقافي في شهر أكتوبر من كل سنة على مستوى وادي مليز وغار الدماء واعتبارا لخصوصية هذه التظاهرة وتوجّهاتها الوطنية تم اختيار محور “الغابة” كموضوع عام لها من منطلق خصوصية المنطقة حيث تم الاشتغال من قبل مبدعي منطقتي وادي مليز وغار الدماء على هذا المشغل الخصوصي الذي توجّه ببرمجته أساسا خاصة لفئة الطفولة بنسبة 70بالمائة وبنسبة 90بالمائة بالوسط الريفي.
وذلك من خلال برنامج كان ثريا وتضمّن تقديم عروض للأكلة الشعبية التقليدية مع التعريف بفوائدها الصحية من قبل اطار صحي مختص من الدائرة الصحية المحلية بوادي مليز وتقديم عدد من العروض الخاصة بالأزياء التقليدية من انتاج تلامذة المعهد الثانوي بوادي مليز .
وتنظيم عدد من القراءات الشعرية من تأثيث الشاعرين فؤاد حمدي و عبد الستار المعروفي و عدد من الشعراء التلامذة الهواة وتزويق عدد من طاولات الدراسة من قبل الفنان التشكيلي والمربّي فؤاد حمدي ومعرض للكتاب وعدد من القوافل الثقافية التنشيطية بالمدارس الابتدائية الريفية بمناطق عبّاسة،هنشير ميرة،بوقصة والصريّة بغار الدماء حيث انفتحت هذه التظاهرة على هذه المنطقة المجاورة في ظل عدم وجود دار للثقافة بغار الدماء ببادرة من مدير دار الثقافة وادي مليز .
الذي أكّد أن دوره كمشرف على الفعل الثقافي على المستوى المحلي هو في الاشعاع على المناطق المجاورة لتمكين آهاليها من حقهم الدستوري في الفعل والنشاط الثقافي.
إلى جانب عرض مسرحية”الخادمتان”لفائدة التلامذة المقيمين بالمعهد الثانوي وتنظيم يوم تنشيطي لفائدة الاطفال المعاقين من جمعية أولياء وأصدقاء المعاقين بغار الدماء في اطار تشريك فئة المعاقين من ذوي الحاجيات الخصوصية في هذه التظاهرة الثقافية الوطنية وعن الانشطة الثقافية لسنة 2016 تحدّث الاستاذ منصف كريمي مدير دار الثقافة وادي مليز لـ”الإعلام الجديد “حيث أكّد أنه في اطار المقاربة التشاركية بين المؤسسة وهياكل المجتمع المدني تم عقد جلسات عمل مع كل الجمعيات والمنظمات المحلية بوادي مليز وبعد حوارات كانت ثريّة ومعمّقة تم الاتفاق على برمجة نشاط ثقافي تميّز أساسا بالانفتاح بالبرمجة .
خاصة على التلامذة المقيمين من المعهد الثانوي والمدرسة الاعدادية بوادي مليز والتركيز على البعد التحسيسي التربوي لبيان خطورة الارهاب وما يحف به من سلوكيات محفوفة بالمخاطر وخاصة بالنسبة الى الفئة الشبابية من التلاميذ.
وتنظيم برامج ثقافية تكوينية لفائدة الشباب ترسّخ لديهم ثقافة المبادرة والمهارات الحرّة مع التركيز على البعد الحواري التأطيري في البرمجة كتنظيم حلقات مع الشباب حول الثقافة الدينية الراقية والداعية للحوار والسلم بالاستئناس بخبرات عدد من المختصين في التفكير الديني وعرض أشرطة سينمائية حول “الارهاب” وفتح حلقات النقاش عن هذا الموضوع مع الشباب وتنظيم ورشات مختصة في الأزياء والأطعمة التقليدية والألعاب الشعبية والصناعات التقليدية والحرفية .
مع تشريك الدّارسات ضمن برنامج تعليم الكبار الى جانب تقديم عروض مسرحية وموسيقية وعروض كوريغرافيا تستهدف مختلف الفئات العمرية وتتماهى مع خصوصيات تظاهرة”مبدعون…من أجل الحياة” في دورتها الثانية.
بالإضافة الى حسن تنظيمها واستثمارها في توثيق التراث اللامادي المميّز للمنطقة والخاص بمشاغل واهتمامات المرأة الريفية العاملة في الحقول الفلاحية وفي طهي الاكلة الشعبية وصناعة اواني الطين. إلى جانب حسن استغلالها وبالتنسيق مع المصالح الاخرى في التوعية الصحية والاجتماعية للمرأة الريفية عبر تنظيم قوافل ثقافية،صحية واجتماعية ذات صلة .
وانطلاقا من هذه المبادىء والأهداف تنظّم دار الثقافة وادي مليز خلال شهر ماي الماضي ندوة ثقافية حول “الاعلام والتراث والجمعيات الثقافية “و تسجيل حصة تراثية بالتنسيق مع اذاعة الكاف عن مشاغل المرأة العاملة بالقطاع الفلاحي وتسجيل آغانيهن التراثية خلال ممارستهن للزراعة وتقديم عرض أوبيرا بعنوان”نحن الى قرطاج عادون”لمجموعة الشاعرة ألفة العبيدي يوم 4 أفريل في اطار إحياء الذكرى 78 لأحداث 4 أفريل بوادي مليز النضالية والتي مهّدت لحوادث 9 أفريل الشهيرة .
الى جانب تنظيم عدد من القوافل الثقافية للمدارس الريفية وورشات البراعات اليدوية لفائدة الدّراسات في تعليم الكبار باستغلال أوراق النخل وتكوين الشباب التلمذي في” التقنيات ثلاثية الابعاد” وفي “التصميم”.