ففي المجال الثقافي برزت ظاهرت عولمة الثقافة والإعلام المفتوح المستهدف اختراق خصوصيات الأمم واستلاب هويتها ، وتذويب الحضارات في عالم ليس له معيار أخلاقي محدد ، وقد شجع التطور المتنامي في تقنية الاتصالات واستخدامها في مجال الإعلام إلى توسيع دائرة التأثير لتشمل العالم بأسره.
وفي المجال المعلوماتي برزت مجموعة من المفاهيم الجديدة مثل تقنية المعلومات ، والنافذة العالمية للمعلوماتية (الإنترنت) والتعليم الإليكتروني ، والمناهج الرقمية ، والتعليم والتدريب عن بعد، والفصول الافتراضية ، وبرمجيات التعليم ، والمدارس والجامعات المفتوحة ، ومراكز التدريب عن بعد … ونحوها ، والتي أثرت على المنظومة التربوية تأثيرًا مباشرًا .
الحاجة لها في أي وقت وفي أي مكان ، وهو النهج الذي يتوقع أن يكون الغالب والسائد في المستقبل القريب ، حيث التوسع في استخدام تقنية الاتصال المتطورة وأساليب التواصل عبر الإنترنت والتي أصبحت تشكل أهم المداخل الاقتصادية عالميًا . وعلى ذلك فإن من الواجب على الأنظمة التربوية والتعليمية أن تشرع في تطوير أساليب الكشف عن الموهوبين ورعايتهم وإثراء مهاراتهم بما يحقق توفيرها للمستفيدين عن بعد وبما يحقق الجودة وأمن الاستخدام والمصداقية من أجل تقليل التكاليف وترشيد النفقات وتوسيع دائرة الشمول .
يعد التعليم الإلكتروني من الروافد الأساسية الداعمة لمنظومة التعليم المتكاملة في المجتمعات العصرية، وذلك تلبية للاحتياجات الآنية والمستقبلية ودفع عجلة التنمية الشاملة نحو مجتمع المعرفة، حيث ساهم نظام التعليم الإلكتروني في صناعة المعرفة و فتح مجالات واسعة للتعليم والتعلم الذاتي المرن والمستمر و تسهيل انسياب المعلومات والخبرات التربوية بطريقة حديثة في بيئة تعليمية تفاعلية غنية بمصادر التعلم.
فالاتجاه العالمي اليوم نحو التعليم الإلكتروني يأتي مواكبا للتطورات السريعة والمتلاحقة في المجال التقني، إيمانا بأهميته و للاستفادة من مزاياه وتطبيقاته المتنوعة بما يحقق أهداف التعليم ويرتقي بالعملية التعليمية إلى مستويات التنافس وفق معايير الجودة للوصول إلى مخرجات تعليمية مؤهلة للعالم الرقمي في التخصصات العلمية المختلفة.
ويعرّف ” الألمعي ” التعليم الإليكتروني بأنه ” طريقة أو أسلوب تعليمي معاصر يعتمد على وسائل التكنولوجيا في توفير التعليم للمتعلم بأقصر وقت ، وأقل جهد ، وأقل تكلفة ، وأكبر فائدة وجودة ، بطريقة تفاعلية تتناسب مع خصائص المتعلم .
الكمبيوتر وتكنولوجيا الاتصالات
لقد فتح الكمبيوتر في الوقت الحالي عالما جديدا من التعليم بالنسبة للطلبة الموهوبين.
و قد أصبحت البرمجيات متاحة مما أدى إلى أن العديد من البرامج يمكن أن تزود الأطفال بقدر كبير من الاستقلال فيما يتعلق بالتعليم وكم المعلومات مما يتيح للأطفال التنقل خلال المحتوى بسرعة أكبر. إن تكنولوجيا الاتصالات يمكن أن تجعل التعليم متاحا للأطفال المتميزين في أي من مجالات المحتوى. و يتيح الكمبيوتر للأطفال و الفصول الدراسية أن تتصل بالانترنت.
الموهبة والإبداع تتطلب أدوات التقنية المعاصرة
لابد ان تكون أدوات الكشف مقننة وسرية ولا يمكن تعميمها دون توفر الأمن والمصداقية ، أما بالنسبة لبرامج الرعاية والإثراء فيمكن تعميمها إذا ما تحددت سمات المستهدفين بها ، ويمكن تنفيذها تدريجيًا بدءًا من استخدام التعليم المتزامن والذي يتيح تدخلا معياريًا من قبل معلم الموهوبين ، ثم يتم الانتقال بعد ذلك إلى مرحلة التعليم والتدريب غير المتزامن فالمدمج وفق الاحتياجات لكل نوع . عندها قلت ما جعلته عنوانًا هنا : الموهبة والإبداع تتطلب أدوات التقنية المعاصرة .
الكشف عن الطلاب الموهوبين والمبدعين
ظلت قضية الكشف عن الموهبة العقلية (عملية التشخيص والتعرف على الموهوبين) قضية مركزية في علم نفس الموهبة والتفوق والعقلي، إذ أنها المرحلة الأساسية التي تعقبها البرامج المختلفة لتطوير الموهبة وصقلها، وارتبطت عملية الكشف تاريخيا بالتعريفات السائدة لمفهوم الموهبة والتي انحصرت في أربعة مجالات رئيسية هي : التعريفات السيكومترية الكمية، وتعريفات السمات السلوكية، والتعريفات المرتبطة بقيم وحاجات المجتمع، والتعريفات التربوية المركبة.
وقد تطورت مقاييس الكشف لدى “موهبة” مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجالة للموهبة والإبداع ، لتصل وفق تسلسلها التاريخي إلى النموذج الذي يشمل اختبارات الذكاء، والتحصيل، والإبداع ، والاستعدادات ، والخصائص السلوكية ،والمواهب الخاصة ، والعمليات المعرفية العليا، والإنتاج المبدع .
وجميع هذه المقاييس والأدوات يمكن أن يتم استخدامها عن بعد بواسطة المستفيد نفسه أو بواسطة المعلمين وذلك من خلال توفيرها على مواقع إليكترونية أو من خلال مركز للكشف عن الموهبة والإبداع ورعايتها عن بعد.
برامج رعاية الموهوبين والمبدعين وإثرائهما :
تستخدم مراكز رعاية الموهوبين والمبدعين مجموعة من النماذج العالمية للرعاية والإثراء ولعل من أميز هذه النماذج ، نموذج ويسكون سون التكاملي الشامل لرعاية لموهوبين والذي يطلق عليه أحيانا النموذج الهرمي .
ففي هذا النموذج الخيارات التعليمية والخدمات المقدمة للطلبة الموهوبين أكثر تخصصا كلما تضاؤل حجم مجتمع الطلبة الموهوبين. حيث يتلقى طلبة المستوى المتقدم خيارات وخدمات تعليمية أكثر تخصصا من طلبة المستوى المتوسط وطلبة المستوى الأساسي. ويتناغم هذا النموذج مع فلسفة الكثير من المراكز لتلبية الاحتياجات التعليمية لغالبية الطلبة في بيئة الصفوف العادية ، وتعمد الأنظمة التربوية في دول مجلس التعاون لدول الخليج إلى تبني إقامة البرامج والمعسكرات للرعاية والإثراء داخليًا وخارجيًا إلا أنها جميعًا لم تطرق باب الرعاية عن بعد باستخدام بوابات الإنترنت أو مراكز التعليم الإليكتروني والتعليم والتدريب عن بعد ،
البوابة الإلكترونية لرعاية الطلاب الموهوبين والمبدعين:
1. نافذة للمتعلم الموهوب أو المبدع ، وتشمل دليل الاستخدام ، ومعلومات عن النظام ، والأدوات والمقاييس للكشف ، والمواد التعليمية ومواد التدريب للرعاية والإثراء ، وأدوات التقويم ، ومكتبة المتعلم الإليكترونية ، ونافذة التواصل والدردشة ، ومدونة المتعلم ، والبريد الإليكتروني ، والقاعات والفصول الإليكترونية المتاحة .
2. نافذة المعلم أو المدرب ، وتشمل دليل الاستخدام ، ومعلومات النظام ، والفصول والقاعات الافتراضية ، والمكتبة الإليكترونية ، ونافذة التواصل والدردشة ، ومدونة المعلم أو المدرب ، والبريد الإليكتروني .
3. نافذة المكتبة الرقمية الإليكترونية ، وتشمل الوسائط التعليمية ، والكتب الرقمية ، ونافذة التدريبات الإثرائية .
4. نافذة المؤتمرات عن بعد ، وتشمل اللقاءات والمؤتمرات الإليكترونية ذات العلاقة ، ونافذة التواصل والمداخلات عن بعد ، ونافذة تدوين الملاحظات .
5. نافذة المستشار ، وتشمل ، المنتدى الاستشاري ، وقائمة المستشارين ، وقائمة المعلمين والمدربين، وتعليمات تزويد المتعلمين بالاستشارات المطلوبة ، والإرشاد التعليمي .
6. نافذة الوالدين ، وتشمل معلومات عن البرامج ، وتوجيهات تتعلق بدور الوالدين في الكشف والرعاية .
7. نافذة التميز ، وتشمل الجوائز والمسابقات ، وترتيب المتنافسين ، وبراءات الاختراع ، وإرشادات عن الاستثمار في المعرفة والمبتكرات والاختراعات لبناء مشاريع وطنية .
8. نافذة أصدقاء المركز ، وتشمل دليل المواقع الصديقة ومواقع المؤسسات المعنية برعاية الموهبة والإبداع محليًا وإقليميًا ودوليا .
9. نافذة الوثائق ، وتشمل الشهادات التي يكتسبها المتعلم عند اجتيازه لمراحل التعليم والتدريب.
10. ويمكن إضافة ما تقتضيه الحاجة من النوافذ لدعم المركز الإليكتروني وأنشطته المتنوعة .
