والذين سيؤثثون بالتأكيد محتوى هذه الحصة التلفزية وبعيدا عن الإثارة المجانية التي انتهجتها بعض وسائل الاعلام من خلال عدد من البرامج التلفزية والتي انتهت مدة صلوحيتها بانتهاء عنصر الإثارة الظرفي غير الهادف .
ستكون عودة حاتم بن عمارة للتنشيط التلفزي بهدوء بما يفيد مشاهدي برنامجه “كلام الناس” ،ليكون البرنامج فعلا أقرب الى مشاغل المواطن التونسي في حياته اليومية في جوانبها السياسية والفنية تكريسا لمبدإ اعلام القرب وسيكون حاتم ورقة رابحة للقناة لضمان مزيد من المشاهدين. وبالتأكيد سيستفيد حاتم من حرية التعبير والإنتاج التي يتيحها له الاعلام الخاص مقارنة بالاعلام العمومي وهو هامش اضافي سيستفيد منه حاتم وسيستغله حاتم في تحقيق أحلامه التلفزية التي تحققت منها نسبة قليلة بحكم ضغوطات العمل في المجال التلفزي العمومي محدود الامكانيات التقنية والانتاجية .
على عكس ما توفره قناة”الحوار التونسي” من مجال أوسع للابداع والجودة في العمل التلفزي الحرّ والمتعدد كان يمكن لحاتم بن عمارة منذ الايام الاولى للثورة استغلال تعدد القنوات التلفزية للعودة الى التنشيط التلفزي .
ولكنه خيّر الابتعاد وأخذ وقته في التأمّل في واقع هذا الزخم الاعلامي الكبير الذي عاشته بلادنا بعد الثورة والذي خلق أحيانا ما يمكن تسميته بـ”فوضى التعددية الإعلامية .
وهو ما أثبته الواقع اليوم لتجد عديد هذه القنوات التلفزية نفسها تغرّد خارج السرب وتدخل في الفشل المالي وفشل المحتوى الاعلامي وبعد سنوات التأمل هذه رأى حاتم أنه من الضروري اليوم العودة الى المشهد بزاد اعلامي أعمق ومتناغم مع مستجدات الوضع في تونس وبثقة متجددة في قدرته على الاضافة.
في الوقت الذي أضحت فيه بلادنا في حاجة متأكّدة وضرورية لكل أبنائها وطاقاتها الخلاّقة والمبدعة لانقاذها من المخاطر التي تهددها هذه مقدّمة أولى لعودة حاتم بن عمارة الى التنشيط التلفزي وفي انتظار مفاجآته المعروفة في هذا المجال من خلال الحصة الاولى من برنامج “كلام الناس” الذي من المنتظر أن يكتسي حلّة جديدة منذ حصته الاولى التي ستبث ليلة غد الاربعاء 21 سبتمبر الجاري نرجو لحاتم وفريق عمله ضمن هذا البرنامج التوفيق والنجاح من أجل اعلام بديل ويلتزم بمبادىء وميثاق مهنة الاعلام المحترف .
