حيث كان افتتاح هذه الاجواء الصيفية مع فعاليات الدورة 29 لمهرجان”تبرنق” بغار الدماء والذي تميّز بعدد من سهراته التي لاقت تفاعلا ايجابيا من جمهور المهرجان على غرار سهرة نوال غشام وأولاد المناجم وخاصة سهرة الفنان لطفي بوشناق ليوم 2 أوت الجاري والتي تميّزت أساسا ببعدها الوطني من حيث نوعية الآغاني ذات الطابع الوطني التي قدّمها بوشناق ليلتها ومن حيث رمزيتها ورسالتها الداعية الى حبّ الحياة ومقاومة الارهاب بالفن .
خصوصا وان هذه السهرة انتظمت بعد شهر من عملية ارعابية جبانة طالت 6 عناصر من الامنيين من فرقة الحرس الترابي بغار الدماء حيث بادر الفنان الاصيل لطفي بوشناق بالتنازل على مستحقاته المالية في إطار مساهمة الفن في محاربة الارهاب .
كما أدّى قبل انطلاق الحفل زيارة الى مقرّ هذه الفرقة الأمنية للرفع من معنويات وحداتها وتقديم واجب العزاء وهكذا كانت سهرة لطفي بوشناق كانت ممتازة على عديد الأصعدة .
و كانت بمثابة خطوة جيدة للرقي بالمهرجان في قادم الدورة وقد عبر لنا الحضور الغفير عن مدى اعتزازهم بحضور قامة كبيرة من قامات الفن في تونس والذي قدم ليلتها مقاطع موسيقية رائعة منها المندد بالإرهاب .
و منها التي تتغنى بالوطن ليتوّج الحفل بتكريم الفنان لطفي بوشناق باشراف من والي جندوبة الاستاذ محمد صدقي بوعون وببادرة مهمّة من ادارة المهرجان وعلى رأسها الاستاذ أحمد الفقيري .
وبعد هذه السهرة تجدّد اللقاء مع الفنان لطفي بوشناق ولأوّل مرة في تاريخ سجله الفني وفي تاريخ ولاية جندوبة من ركح فضاء “مسرح البحر”بطبرقة يوم 3 أوت الجاري في سهرة انتظمت ببادرة من ولاية جندوبة وبدعم من وزارة الشؤون الثقافية وواكبها وزير الشؤون الثقافية الدكتور محمد زين العابدين ووالي جندوبة والعميد سمير بن فرج مدير عام المصالح المشتركة بالحرس الوطني ممثل آمر الحرس الوطني ولسعد بوسلامة مدير إقليم الحرس الوطني بجندوبة.
ليعلن ليلتها على الافتتاح الرسمي لفعاليات الدورة 56 لمهرجان طبرقة الدولي بعد تأجيل فعاليات مهرجان الجاز إلى آخر الشهر الحالي .
وقد خصصت مداخيل سهرة بوشناق لفائدة عائلات شهداء الحرس الوطني الذين استشهدوا في العملية الإرهابية الجبانة التي جدت يوم 8 جويلية الفارط بمعتمدية غار الدماء من ولاية جندوبة وكانت السهرة عبارة عن مبادرة رمزية تسعى لتوجيه رسائل التضامن والمؤازرة والاشادة بدور المؤسستين الأمنية والعسكرية في مجابهة افة الإرهاب والتصدي لها واستحضار قيمة الانتماء للوطن والذود عنه.
وبهذه السهرة أعطيت إشارة الانطلاق الرسمية لإستغلال فضاء مسرح البحر بطبرقة لاحتضان المهرجانات الثقافية والسياحية بالجهة وذلك بعد مخاضات تعطّل هذا المشروع لسنوات ليتحوّل الى حقيقة ثابتة وواقع ملموس .
حيث يصنّف هذا الفضاء الثقافي وحسب ما أفادنا به وزير الشؤون الثقافية “كثاني مسرح هواء طلق في تونس بعد مسرح قرطاج وهو ما يجعله احد اهم الفضاءات الداعمة للمهرجانات الثقافية لاسيما وأنه يتّسع لنحو 6500 متفرّج .
كما ان موقعه المشرف على البحر واطلالته على الشريط الساحلي والحصن الجنوي تمثل عوامل اثراء لقيمته الفنية والاقتصادية” ويتواصل السهر مع الفن التونسي الراقي كلمة ولحنا والمشعّ عربيا مع الفنان لطفي بوشناق في سهرة ثالثة يؤثثها بولاية جندوبة يوم 7 أوت الجاري في افتتاح فعاليات الدورة الدولية الاولى لمهرجان بلاريجيا بادارة الفنان علي الخميري وبعد عودة المهرجان الى مهده الاصلي وفضائه التاريخي بالمسرح الأثري ببلاريجيا .
حيث أعدّ المهرجان لجمهوره الى جانب الأنشطة الجماهيرية بالأحياء ذات الكثافة السكانية مجموعة من السهرات الركحية الفنية من أبرزها سهرة مع الفنان ريّان يوسف يوم 10 أوت الجاري.
ليتواصل العرض يوم 12 أوت مع فرقة البالي الروسي ،ثم سهرة مع الفن الرابع مع مسرحية”حديث لجبال”مع المسرحية ابنة الجهة دليلة المفتاحي في انتاج خاص بمركز الفنون الدرامية بقفصة وذلك يوم 13 أوت الى جانب سهرة مع الفنانة السورية لينا شماميان يوم 15 أوت وسهرة مع فرقة الفلاّقة يوم 16 أوت .
ثم سهرة مع الفنان حسان الدوس يوم 17 أوت بالاختتام يوم 18 أوت مع فرقة الوطن العربي بقيادة المايسترو ابن الجهة عبد الرحمان العيادي.
