رئيــس جمـعــيـــة مـالــوف تـونــس بـاريــس : سـنـواصـــل الدفـــاع عــن الهــويــة التــونـسـيــة فـي كــل مـحــامـلـهـا لإعــانـــة الطــاقـــات الشـبــابــيـــة النـزيهــة لأخــذ المـشـعـــل فـي مـوسـيـقـى المـالــوفا
إلـتـقـت جـريـدة الإعــلام الجـديــد بـفـنــان تـونسـي جـمـعـت موسيـقــاه بـيـن الـتــراث والحـداثــة بـمـديـنـة الأنـوار بـاريـس ،هـو مـن جـعـل مـن المالـوف هـويتــه ومـن إصـراره هـدفـه إنـه الـفنـان الـتـونـسـي أحـمـد رضـا عـبــاس رئـيـس جـمـعيـة مـالــوف تـونـس بـاريــس ، تـمـحـور الـلـقـاء حـول جـمـلـة مـن الأسـئلـة بخصــوص الجـمـعـيـة ونـشـاطـهــا.
ما هـو المـشـروع والبـرامـج الـفـنـيـة للـجـمـعـيـة ؟
جـمـعـيـة مألـوف تـونـس بـاريــس تـسـعـى إلـى ممارســة الموسيقــى التقليدية الكلاسيكية التونسية و الـتـعـريـف بـها ونشرها وتـحـفيـظها للـراغـبـيـن فـي ذلـك مـن هــواة المـوسـيـقـى فـهـي تـقــدم دروســا فـي المـوسـيـقـى لأبـنـاء المـهـاجــريــن و غيرهم من هــواة هــذا الـفــن بـأسـعـار رمـزيـة فـي إطــار الـمـحافـظـة على التـراث المـوسـيـقـي التـونـسـي وهـو أحــد أهــداف الجمـعـيـة.
وتـتـركـب الهـيئـة المديرة للجمعية مـن أحـمـد رضـا عـبـاس رئـيـسـا و مـؤسـسـا ، فـرح وشـتـاتـي كـاهــيـــة الـرئـيــس ، عـبـد الـرحـمــان بـن عـمـر مـديـــر عــام، نـبـيـل غـنـوشــي عـضـو المكـتــب الـتـنـفـيــذي ، فـاطـمـــة بـن عـمــر أمـيـنـة المـال، ســنـدة مهـبـولـي كـاتـبــة عــامـة، مـراد تـوزانـي مـكــلــف بالإعــلام ، خـديـجــة دلـبـلــم مـكـلـفــة بـالكـتـابـة العــامـة و النـشــر، أمـيـنــة ســويـلــم و مهــدي الـلــوز مـكـلـفـان بـالإعـلامـيـة ، زيــاد مهــدي مكلــف بـدروس العــود التـونسـي، أمـيـــن شـقـيـــر مـكـلـف بـالــدروس النـظــريــة، يـســرة بـن مصـطـفــى مـكـلـفـــة بـالـحـدثـيـة و العــروض، فـايـــزة بــوشـقــور مـكــلـفــة بـالاسـتـقـبـــال و العـلاقــات و فـي الآخـيـر كـل عـضو فـي الجـمـعـيــة لـه مـكــانـه و مـكـانـتـــه و مـسـؤولـيـتـــه.
لـقـد بـدأت الجـمـعـيـة فـي تـنـظـيـم أمـسـيــات مـوسـيـقـيـة وكـذلـك الـمـشـاركـة فـي بـعـض الـبـرامـج فـي الإذاعـات الـفـرنـسـيـة الـنـاطـقـة بـالـعـربـيـة والـفــرنـسـيـة عـلـى حــد الـســواء .
الـجـمـعـيــة سـتـواصـل الـدفــاع عـن الـهـويــة الـتـونـسـيـة فـي كـل مـحـامـلـها لإعـانــة الطـاقــات الـشـبـابـيـة لأخــذ الـمـشـعــل و مـواصـلـة الجـهـود لـتـحـقـيـق و تـركـيـز هــذا الـمـشــروع .
كـمـا تـركــز جـمـعـيــة مـألــوف تـونـس باريــس عـلـى الـدروس الـمـجـانـيـة والـمـحـاضرات الـقـيمـــة إضـافـة إلـى “الـمـسـتـار كــلاس” و الـعــروض الموسيقية الفـنـيــة و عـلـى مـسـتـوى فـنـي عـالــي و أصـيــل.
جـمـعـيـة مألوف تـونــس بـاريــس مـعـروفـة بـطـابـعـهــا الـتـقـلـيــدي الـتـونـسـي كـيــف اسـتـطــاعــت أن تـجــد فـي الـفـضــاء الأوروبــي مـجــالا لـنـشـاطـها رغــم خـصـوصـيــة ومـحـلـيــة الـمــادة والطــابــع الـتـونـســي فــي الـتـقــديــم ؟
أنا مـن عـشـاق الـمـألـوف وأمـارســه مـنـذ الـشـبـاب وعـمــري آنــذاك 14 سـنـة فـالـمـألــوف مـتـنـفــس الــروح لا أسـتـطـيــع الـعـيــش بـدون مـمـارسـتــه و حـفـظــه
بــاريـس تـعــج بـالـكـفــاءات الـوطـنـيــة الـتـونـسـيــة مـن مـوسـيـقـيـيــــن و مـن الـمـولـعـيــن بـالـمـوسـيـقــى الـتـونـسـيـــة و مـن الـهــواة.
لاحـظـنــا أن الـمـوسـيـقـيـيــن الـتـونـسـيـيــن يـتـعـاطــون شـتـى المـوسـيـقــات العـالـمـيــة إلا المـوسـيـقـى الـتـونـسـيــة الكـلاسـيــكيــة الـراقـيــة فـهـي مـتــروكـــة تـمــامــا هــذا أيـضـا شـجـعـنـا علــى انـجــاز هــذا الـمـشــروع و بـصـفــة عـــامـــة الـمـوسـيـقـيـيــن الـتـونـسـيـيـن يـغـارون عـلـى تـراثـهـم الـمـوسـيـقـى.
مـشـروعــي لـهــذه الجـمـعـيـة كـان واضـحـا : خـدمـة الـتــراث الـمـوسـيـقــى الـتــونـسـي و خـاصـة النـوبــة الكـلاسـيـكـيــة و مـن أسـبــاب الـنـجـاح الـنـسـبــي هــو الـمـثـابـرة و الـعـزيـمـة و خـاصـة الـتـعـويــل عـلـى الـنـفس و الجـديــة فـي الـعـمـل و اسـتـقـبـال كـل الـجـديـيــن و رفــض كـل العـابـثـيــن فـهــذا إذا اجـتـمـع ، فــي اعـتـقـادي، يـنـجـح المـشـروع فـي كـل مـكـان و زمــان.
جمـعــيـــة مـألــوف تـونــس بـاريــس نجحت في أهدافها وحققت طموحاتها بجهد على غــرار الموسيقيين التونسيين بصفة عامة فهم يغارون على تراثهم الموسيقى ،فالثقافة قادرة على التقريب بين الشعوب وتعزيز مبادئ التسامح والحوار والتعارف إلى الآخر، خاصة مع انتشار وسائل الاتصال الجماهيري عبر العالم، ولابد من الإهتمام بالثقافة بجميع أنواعها بدءا بالتكوين الثقافي للأجيال في جميع مراحل الدراسة، ونشر نوادي ودور الثقافة وإحياء كل المناسبات التي من شأنها أن تساعد على دفع الإبداع ونشر الحس الثقافي الذي يكفل التسامح والانفتاح على الآخر.
هــل اخـتـيــارك لـلـمـالــوف فـي بـلـد أرويــي هــو إخـتـيـار لـتـرسـيـخ الهــويــة الـتـونـسـيــة فـي بـلــد أجـنـبــي ؟
اخـتـيــاري لـلمـألـوف هــو اخـتـيـار لإعـطــاء صــورة حـقـيـقـيـة عـالــيــة لـتـراث بـلادي الـثـمـيـن ذو فـنيــة راقـيــة و عـمـيـقــة لكـي أسـاعــد كــل الـذيــن يـشــتـغـلــون فـي هـذا الـسـيــاق، بــلادي عــزيــزة عـلـيــنــا و مــن واجـبــي خـدمـتـهــا بـقــدر اسـتـطـاعـتــي.
فـتـجـمـيـع كــلّ هــذه الطــاقــات فــي إطــار يـسـمــح بـمـمــارســة هــذه الـمــوسـيـقــى واسـتـمـراريـتـها ونـقـلـهـا إلـى الأجـيـال الـشـابـة والـنـاشـئــة، يـسـاهـم فـي الـحـفـاظ عـلـى الـتـراث مـن الانـدثـــار و الحـفــاظ عـلـى الـهــويــة الـثقـافـيــة و الاعـتـزاز بـهــا.
مـا هــي مـرجـعـيـتــك الـمـوسـيـقـيـة لـلـجـمـعـيــة فـي تـطـويــر نـشـاطـهــا وبـرامـجـهــا ؟
الـمـرجـعـيـة يـصـعـب حـصــرها فـي كـلـمـات لـكــن يـمـكـن أن تـتـلـخـص فــي مـفـاهـيــم دقـيـقـة كـالـتـجــربـة مـثـلا طـيـلــة الـعـمـل الـمـتـواصـل فـي الـبـحــث والـتـعـلــيــم إسـتــنـــادا إلـى إنـجـازاتنـا و انجـازات مـن سـبـقـونا فـي هــذا المـجــال مـن كـبـار الـفـانـيـن مــن أبـنــاء الـمـعـهـد الـرشـيــدي ، الأكـفــاء و الخـبــراء ، الـتـــراث الـمـكـتــوب ، الـتسـجـيــلات الـمـوجــودة الـمـعــروفــة و غـيــر المـعـروفــة ، الأسـتــاذ الأخصـائـي محـمـود قـطــاط ،الـفـنـان زيــاد غــرســة ، صـديـقــي محـمــد شـفـيـــق قــوجــة وأصـدقـائــي و تـلامـيـذتــي فــي الجـمـعــيــة و خــارجـهــا.
هــل أن جـمـعـيــة مـالـوف تــونـس بـاريــس لـهـا مـشـاركــات فـنـيــة فـي مـهـرجـانــات عــربـيــة وأجـنـبـيــة ؟
بـصـفــة عـامــة، نـحــن فـي الجـمـعـيــة نـنـضــم كـل عــروضـنــا و كـل نـشـاطـاتـهــا و طبعا نـحـن نـلـبــي كــل دعـــوات الـمـشـاركــة فـي الـمـهـرجـانــات والحـفـلات و غـيــر ذلـك شــريـطـة احـتــرام عـمـلـنــا و بـرنـامـجـنــا الـفـنـيــة و هـويـتـنـا و كـل أفـراد جـمـعـيـتـنــا.
جـمـعـيــة مـالـوف تـونــس بــاريــس رمــز لـلـثـقـافــة الـتـونـسـيــة فـي بـلــد اجـنــبــي تـفـتـقــر إلــى اي دعــم رسـمــي مــن الـبـعـثــة الدبـلـومـاسـيــة الـتــونـسـيــة ولا مــن وزارة الـثـقــافــة الـتـونـسـيــة مـاهــو تـعـلـيـقــك ؟
كـمـا قـلـت سـابـقــا، نـحـن فـهـمـنــا إنـنـا إذا أردنا أن نحـقــق نـجـاح مـشـروعـنــا، فـنـحــن مـعـولــون قـبــل كـل أحـد عـلـى نـفـسـنــا و عـلـى مـنـخـرطـيـنــا و عـلـى كــل مــن آمــن بـمـشــروعـنــا ، فـالشـكــــر لكــل هــولاء و نحــن مـاضـون قـدما بـعـزيـمـتـنــا و إمـكـانـيـاتـنــا.
كـيـف جـاءت فـكــرة إنـشـاء فـضــاء ثـقـافــي بـولايــة المـنـسـتـيــر ومـا هــو الهــدف مـن ذلـك ولـمـاذا إخـتــرت مـديـنـة المـنـسـتـيــر بـالــذات ؟
لـمـا اشـتـريـت قـطـعـة الأرض مـن أخــي صلاح الديـن، سـألـت بـعـض فـنـانـي المـنـسـتـيـر، مـا الـذي يـنـقـصـهــم لأداء عمـلـهـم بأكثر اريـاحـيــة فجــاءت الـفـكــرة بعد نقاش و درس الإمكانيات تـبـلـورت هـذه الفـكــرة حسـب إمـكـانـيـاتـي الخـاصة.
هــذا الفضـاء سـيـكــون مفـتــوحـا لكــل لـمــن لـه الـرغـبـة فـي الـنـشـاط و الـعـمـل الـثـقـافـي،بـولايــة المـنـسـتـيــر و خــارجـهـــا.
و الأرض الـتـي اشـتـريـتـهــا مـوجـودة بـالمنسـتـيــر و لأني تـعـلـمـت المـوسـيـقـى بـالمنسـتـيــر و أسـسـت فـرقــة الشـبـاب المـوسيـقـيـة بـالمنسـتـيـر فـي سنــة 1971، طـبـعـا مـع أصـدقـاء آخـريــن و أخــص بـالذكــر المـرحــوم الـبــشـيـــر حـــرزالـلـه، السـيـد عـبـد العــزيــز بـلـعــــيـد و المــرحـــوم حـمـادي الـمـكــي، سـنـواصــل تـطـويــر الـمشــروع لخـدمــة الهـويـة الـثـقـافـيــة الـتـونـسـيــة.