العراق إختار الطريق إلى الفوضى والحروب المتواصلة2
مقال لنيد باركر/ترجمة الدكتور شاكر الحاج مخلف-الولايات المتحدة الأمريكية
بداية العنف كانت من خلال حصول سلسلة من التفجيرات الإنتحارية بواسطة أشخاص وسيارات يتم تحميل الديناميت الشديد الإنفجار على تلك الوسائل ، وفي الغالب الأهداف المقصودة في التفجيرات هي الأسواق المزدحمة والمقاهي وخيام العزاء المكرسة للموتى حيث يتواجد الشيعة .
تلك الأحداث كشفت بوضوح عن بداية الحرب الطائفية في العراق ، وفي المقابل وكرد فعل قامت المليشيات الشيعية وقوات الأمن الحكومية بقيادة حملات ترويع داخل المجتمعات السنية .
في واقع الحال وفي خضم تلك الأحداث أكد تصاعد وتيرة العنف المتبادل وقدم صورة واضحة لتفكك الحكومة العراقية وغياب سيطرتها في مناطق مثل الأنبار والموصل وديالى وأجزاء من العاصمة بغداد ، بعد أسابيع من ذاك العنف الفوضوي فرّ أكثر من نصف مليون إنسان من منازلهم إلى الشرق من محافظة ديالى حيث بدأت أحداث العنف تضرب بشكل أقوى وتصاعدت الأعمال الانتقامية العدائية الطائفية بين الشيعة والسنة ، كما تفشت أحداث مماثلة في مناطق الشمال خاصة في محافظة الموصل وذلك عندما سيطر متشددون مرتبطون بتنظيم القاعدة على مساحات واسعة من الأراضي .
أما الصورة الأخرى لتفكك الدولة ظهرت في البصرة جنوب العراق والتي تضم أهم ثروات العراق النفطية وذلك عندما سيطرت المليشيات الشيعية من جماعة الصدر والمجلس الاعلى وحزب الفضيلة وصارت مع قوى اخرى تتحكم بمصير الأرض والناس ، وتكرر وضع انفصال الأكراد في ثلاث مناطق أخرى من العراق وهم – أي الأكراد – كانوا يتابعوا مايجري ولهم أهدافهم المعلنة وغير المعلنة في كركوك ، كانوا يقولون في الإعلام الغربي من خلال تصريحات ومقالات ” ان العراق يسير نحو التفكك والحرب الطائفية ونحن نفكر جديا بالاستقلال الكامل عن بغداد ” ولم يتوقفوا عند التصريحات بل قدموا مساعدات لوجستية للقوات التي احتلت الموصل .
أيضا عمدوا إلى مدّ سيطرتهم على ” كركوك ” الغنية بالنفط وقالوا أنهم لن يعودوا الى حدود ما قبل 10 حزيران -2014 .. قتل الكثير من أبناء العراق منذ بداية اجتياح ” داعش ” لتلك المناطق في الموصل وما جاورها وضربت البلاد صراعات مذهبية وحزبية وانفلت العنف في كل مكان وصار المواطن العراقي يقتل دون أي سبب وتكررت مشاهد التفجير واستهداف الناس والمباني الحكومية وصارت أغلب المناطق في بغداد تتعرض يوميا لحوادث التفجير غير المبرر ، وأغلب الأهداف مدنية وليست عسكرية وليس لها علاقة بحكومة بغداد ، أنتظر الشعب طويلا التغيير من خلال صندوق الانتخابات كما كانت تروج بعض وسائل الإعلام ، ولكن اللعبة كبيرة وخطيرة وما ينتج عن تلك الصناديق يدور في فلك المحاصصة والتوافقات الحزبية الاقلياوية والطائفية ، وينتج عن ذلك حكومة مهلهلة ضعيفة وغير
موحدة تتجاذبها الخلافات والتناحر والسعي في أغلب مساراتها نحو الحصول على المال العام وعقد الاتفاقات التجارية وعقود خدمات في الغالب غير حقيقية وهي تقود الى توفير الغطاء لسرقة المال العام ولكن بغطاء يتضمن موافقة الحكومة ، تلك الانتخابات الفاشلة لم تبرز أي موقف قوي ضد التطرف وما يتعرض له العراق وشعبه ، العديد من العراقيين الذين ألتقيت بهم وحاورتهم قالوا : ” نحن مخدوعون وقادة بلادنا الذين اوصلهم الاحتلال الأمريكي إلى السلطة لا يعبرون عما نريد – نحن في واد وهم في واد آخر ” ورغم كل ذلك التردي فأن الانفجار لم يحصل في العراق شعبيا وساحة التحرير ظلت باردة ، والمشاكل تكبر في بلد مشدود إلى حروب عبثية سخيفة يحرق فيها ثروته دون تفكير سليم .
لكن السؤال الكبير ، لماذا يسكت شعب العراق ، هل هناك حركة تعمل حاليا في الخفاء لتخليص البلاد والعباد من قبضة الفساد وهل هذا السكوت يرتبط بفكرة ظهور المخلص الذي روّج له علماء الشيعة ، لن يتم القضاء على الظلم الكبير والفساد في البلاد والعالم إلا بخروج الأمام الثاني عشر لدى الشيعة ” المهدي المنتظر ” هل فعلا هم ينتظرون ذلك وسكين القتل تذبح فيهم واللصوص من حكومة – البريطاني حيدر العبادي – تسرق قوتهم وتلطخ شرفهم التاريخي ، أم أن خلف الآكمة ماوراءها …؟!
” يتبع ”