تحقيقات

عادات لاتنسى في جهة “تربع” على عرشها الفقر

تعود التسمية “زردة الزناقية ” نسبة لولية الصالحة بالجهة “مبروكة الزناقية “وعليها سمي عرش بأكمله بعرش اولاد زناق ،والزردة تعود اوصلها الى عهد الإستعمار وما قبله  ورغم ما طرأت عليها من تغيرات شكلية في طريقة الإحتفال  وذلك في علاقة بالمناخات السياسية  .

حافظت الزردة على طابعها الشعبوي التقليدي ،فالزردة زمن التثمانينات والتسعينات لا تتعدى كونها موعد لزيارة ولي صالح نية في طلب مباركته في الرزق والذرية.

حيث تتم عمليات ختان الأطفال و تذبح الأضاحي وتقام “القصاع” وتاتي الصغار والكبار وتلتف حولها لأكل “الكسكسي ” ،فلا تنام عائلة من الدشرة الا وفي بطونها شي ” كسكسي الزناقية ” اما بعد الأكل يأتي بعض الحافظين للاناشيد الدينية وتستهل السهرة بالصلاة على حبيب الله ومن بعد تقام “الحضرة ” في جو من الغذاء الروحي  ،هكذا كانت قبل حوالي عقد من الزمن غير ان تغير المفاهيم ومواكبة للعصر وليس تجردا من الأصل فللزردة اليوم معنى اخر يكاد يختلف مع سابقيه.

“الزردة” ملاذ ترفيهي وازدهار اقتصادي

منذ بداية الألفينات ودخول البلاد في حقبة جديدة من الزمن تغيرت طبيعة الإحتفالات بالزردة وازداد حتى زوارها واصبحوا من كل فج يأتون لغايات تختلف من شخص لأخر ، فالبعض يأتي لانية في زيارة الولي ولا طلب في مباركته بل للترفيه عن النفس و التلاقي مع الأقارب والأتراب فغياب دور الشباب وانعدام الأنشطة الترفيهة  لفائدة شباب الجهة واطفالها تجعلهم يعانون نوع من الكساد النفسي والإنغلاق الذاتي فالزردة ربما تمثل تلك الملاذ الوحيد  للترفيه عن الذات ولو لساعات معدودة بشراء البالونات والحلوى والرمان وتبادل الهدايا …

غير إنها تمثل للبعض الأخر فرصة للبيع والتسوق وبؤرة للحركة الإقتصادية بالعمادة .

حيث تاتي الباعة من بالوان واشكال  مختلفة من السلع لتكون سوق الدشرة السنوي  ،هكذا تطورت طرق الإحتفال من احتفال تقليدي لا يتعدى حدود اهل الدشرة شكلا ومضمونا ليكون سوق سنوي يأم البعيد والقريب .

بعد خمسة اعوام تعود الزردة !

رغم المناخات السياسية المتقلبة وتزايد عدد النازحين والهاربين من الفقر المدقع  ورغم تواصل سياسة  التهميش  للجهة وبعد مضي خمسة أعوام عن “الثورة”  إنقطعت إحتفالات الزردة  ربما ذلك الصمت الموجع من الأهالي أملا في لفتت للجهة في البرامج الثقافية غيبها لمدة دخلت فيها طي النسيان .

لكن كسر حاجز الفقر والتهميش وعن إرادة نابضة في النهوض بعمادتهم  عادة الزردة حيث لا تسمع غير كلمة “عادة الزردة وعادة البركة”  فبرغم من كل شي فنية الخروج من الكبت والكساد والسبات محفورة في قلوب “عرش اولاد زناق”، وربما هي عادة ليست الا تعبيرا عن نضج ثقافي باطن لأهالي المنطقة وسعيهم للمحافظة عن عادات تكاد تندثر وتذهب طي النسيان .

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق