الفنون

سجن منوبة:عرض عرائسي من إنتاج المودعين بالمؤسسات السجنية


في انتاج مشترك بين السجن المدني للنساء بمنوبة و المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بمنوبة يقدّم يوم 22 فيفري الجاري بفضاء المركب الثقافي و الشبابي بالمنزه 6 عرض عرائسي بعنوان”صندوق الحكايات”وهو عرض عرائسي موجّه للأطفال واليافعين الذين تتراوح أعمارهم بين 4 و16 سنة ومن إخراج الأستاذة ميساء السعيدي خريجة المعهد العالي للفن المسرحي بتونس وفي دراماتورجيا لطارق عتروس وهو مؤلف محترف من الجزائر وقد قام بدوره بالتصميم العرائسي والسينوغرافي.

وقامت ميساء السعيدي بتنفيذ صنع العرائس والسينوغرافيا وهذا العرض كما افادتنا هذه الاخيرة هو “تتويج لعمل ورشة إمتدت طيلة 6 أشهر في مسرح خيال الظل وضمّت 12 ممثلة من 5 جنسيات مختلفة من ألمانيا والمغرب والجزائر وتونس و السنيغال هو عرض جاء نتيجة لورشة في مسرح خيال الظل. حيث قامت فكرته على إعادة ادماج المقيمات بالمؤسسة العقابية وتأهيلهم لكسب حرفة بعد مغادرة السجن وانتهاء مدة العقوبة وبهدف إعادة ادماجهن في الحياة والمجتمع….والتحدي في الفكرة التي طرحتها هو كيف تتحول من صدر في حقها عقوبة سجنية الى انسان منتج يكسب لقمة عيشه بالمسرح ، وقد كان للورشة أثر كبير على المشاركات حيث ساعدتهن في اكتشاف الجانب الخيري المضيء في شخصياتهن كما كان للورشة اثر طيب في نفوسهن ونفوس بقية المقيمات زميلاتهن اللواتي كن يحضرن لمشاهدة التدريبات من حين الىآخر”.
واشتغل فريق العمل على إعادة طرح جديد لمجموعة من القصص العالمية المعروفة وغير المعروفة حيث تمت اعادة تناولها عبر عرض مسرحي يقدم شخصيات حقيقية تتلاشى بين ما هو حقيقي و ما هو خيالي وبين ما هو مألوف وغير مألوف في لوحات مترابطة في ما بينها من حكاية إلى حكاية ومن عصر إلى آخر ومن بلاد لآخر عن طريق شخوص آدمية او عن طريق ألسنة الحيوان وتتخلل هذه اللوحات بروز بعض الشخوص التي تحاول صنع الحدث وتحويل العمل إلى مزيج متناغم لما هو واقع في شاشة العرض الخاصة بمسرح خيال الظل وما هو واقع على خشبة المسرح وذلك بهدف صنع متنفس يحمل المتفرج الصغير لعالم بريء مليء بالخيال
وقد حاولت مخرجة العمل في كل مرة خرق أفق توقع المتفرّج والمشاهد لما سيشاهده بالانسجام الحاصل بين الممثل في تحريك العرائس داخل الحكايات بتقنية خيال الظل وبين ما هو تعبير جسماني وإيماءات وتمثيل وتجسيد لشخصيات على خشبة المسرح وعبر المرور بسلاسة من حكاية إلى حكاية مع المحافظة على نسق وإيقاع معيّن يبعث الارتياح وبما يجعل المشاهد يتابع العرض إلى نهايته وبالتركيز على خصوصيات بناية الفعل الدرامي باختلافه وألوانه والتي تجعل من العرض مادة تفاعلية ممتعة.

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق