الجمعيات

” ليبيا بين شروط المصالحة ومتطلبات الإستقرار” : توصيات ومقترحات

وقد تمكن المحاضرون والباحثون من بناء تشخيص عميق ودقيق  لكل ملامح الأزمة الليبية وخصائصها  وما ترتب عن انتفاضة فيفري 2011 من مخرجات ونتائج يصنفها المختصون بأنها  كانت دقيقة وشائكة  مثل انهيار الدولة ومؤسساتها وتفكك النسيج الاجتماعي وانتشار السلاح وهيمنة المليشيات والكتائب المسلحة  على مفاصل المجتمع الليبي بشكل يكاد يكون نهائيا، كما ترتب عن هذه الانتفاضة التي كانت منتظرة  من قبل أغلبية الليبيين حالات عميقة من عدم الاستقرار وانعدام الأمن ونتائج بالغة التعقيد لعل من أبرزها  ظهور الجامعات الدينية المتشددة التي لا تؤمن البتة بضرورة الحوار وتحكيم آليات الديمقراطية وقوانينها  والقبول بالاختلاف وبمبادئ العيش المشترك .                                                     

وبناءا على النقاشات العميقة والمستفيضة يمكن القول إن هذه الندوة الفكرية  توصلت إلى المقترحات  التالية :

  أولا: مزيد من العمل على توفير  البيئة الاجتماعية  الحاضنة  للحوار  والداعمة للمصالحة الوطنية من اجل تجسير الفجوة  بين مختلف الفرقاء

ثانيا: العمل على معاودة بناء ليبيا من جديد وإيجاد دولة تتمتع بمؤسسات شرعية قوية قادرة على ملئ الفراغ القاتل والسيطرة على الانقلاب وإنهاء الفوضى العارمة  بكل ما تعنيه من انتشار السلاح وسطوة الميلشيات  وهيمنة الاحتراب والاقتتال .

ثالثا:  العمل على إقناع كل الفرقاء الليبيين بجدوى وفضائل الحوار والمصالحة من خلال  التغلب على الأحقاد والضغائن  وتقديم  كل التنازلات التي ينتظرها المجتمع الليبي  بفارغ الصبر التواق  لمعاودة البناء والتمتع بمستقبل مستقر وزاهر يكون عماده قيم المواطنة والولاء للدولة والوطن بدل التمسك بالولاءات الفرعية  وتوظيفها على نحو السلبي .

 وفي هذا الصدد يؤكد المشاركون على مسؤولية النخب والأكاديميين  وتنظيمات  المجتمع المدني  في إسماع  صوتهم وتقديم الرؤى والحلول المناسبة والضرورية خدمة لهذا الهدف النبيل، ولتكن  البداية بتشكيل  لجنة حكماء تباشر مساع حميدة بالتواصل والتوجه إلى مختلف الفرقاء في الشقيقة ليبيا لإقناعهم بالتحلي  بروح المسؤولية وتقديم المصلحة العليا على المصالح الخاصة والوطن على ما سواه .

رابعا: دعوة كل الأقطار العربية والإسلامية وفي مقدمتها دول الجوار العربية لمساعدة ليبيا على تجاوز الأزمة وبناء المؤسسات الجديدة وتحقيق الاستقرار وإنهاء كل مظاهر الفوضى المسلحة باعتبار هذه الدول معنية بشكل مباشر بالوضع الليبي وتتأثر بشكل واضح  بكل تفاصيله .

خامسا : دعوة كل الإطراف التي شاركت في تحالف 2011  إلى تحمل مسؤوليتها والمساعدة على إيجاد الحل السياسي ودفع كل الإطراف إلى التخلي عن السلاح  والجلوس  إلى طاولة المفاوضات حرصا على ليبيا  وأمنها ووحدتها  وهما جزء لا يتجزأ من الأمن القومي العربي.

سادسا:  التأكيد  بشكل واضح على إن الحل السياسي لا يكون  إلا من خلال التحاور  والمحاججة واعتماد قوة الفكر بدل قوة السلاح .

سابعا: التشديد على ضرورة تجاوز الإخفاقات التي شابت مخرجات حوار الصخيرات، والعمل على معاودة  الحوار بأكثر نجاعة وفاعلية من خلال مقاربة جديدة  توفر شروط الحوار الناجح .

ثامنا: الدعوة إلى اعتماد ميثاق شرف إعلامي يسهم في ضبط الممارسة الإعلامية وتهذيبها والتوجه بها نحو الخطاب ينبذ الفرقة والتحريض على الأخر.

تاسعا : وضع إستراتيجية دقيقة لبناء جيش وطني ليبي يكون ولاؤه للدولة يضمن امن البلاد  وحماية حدودها  ومقدراتها ويحافظ على الاستقرار مؤسساتها ، إلى  جانب  خطة بجدول زمني  محدد لجمع  السلاح  وإدماج  عناصر الميلشيات المؤهلين في الأجهزة العسكرية  والأمنية  وإدماجهم  اجتماعيا ومهنيا ضمانا لمستقبلهم .

  

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق