التعليمالثقافةالفكردراسات وأبحاث

الجزء الرابع من دراسة حوسبة المكتبات العمومية

نور الدين مزهود

05 التهيئة لطريقة الحوسية
غالبا ما يكون اختيار الطريقة الملائمة لتنفيذ مشروع الحوسبة من العوامل الأساسية المساعدة على النجاح وديمومة المشروع، فكلما ابتعدنا على العشوائية والتسرع والارتجال نُصبح أقرب لتحقيق الأهداف المرسومة، وعليه فإننا ملزمون بــ:

  • تحديد كلفة المشروع ومدى ملائمته مع إمكانيات المؤسسة.
  • توفير الأجهزة والمعدات اللازمة وخبرة العاملين في استخدامها.
  • حجم الرصيد وتنوعه وحجم المستفيدين ومدى استيعابهم للتقنيات الجديدة.
  • مستوى تدفق مصادر المعلومات وطرق تنمية المجموعات الوثائقية.
    وعلى العموم هناك ثلاثة طرق أساسية لتنفيذ عملية الحوسبة وهي:

طريقة التحول التدريجي الجزئيوالتي تعتمد على علاقة أقسام المكتبة يبعضها البعض من حيث المدخلات والمخرجات وعلى هذا الأساس يتم الشروع بتنفيذ حوسبة عمليات قسم التزويد أولا ثم الانتقال إلى بقية الأقسام حسب الأولويات.
طريقة التحول التدريجي الشامل والتي يتم بموجبها إجراء عمليات الحوسبة في وظائف وخدمات محددة في جميع الأقسام بمعنى لا تتم حوسبة جميع أجزاء العمل لقسم الواحد بل يتم اختيار جزء محدد من جميع الأقسام ومعالجتها في نفس الوقت.
طريقة التحول الشامل التي تستوجب السرعة في التنفيذ استجابة لرغبات المستفيدين وتوفُر الإطار البشري الكفء والدعم الكامل من المؤسسة الأم وهي الطريقة المثلى لإجراء عملية التحول من النظم التقليدية إلى النظم المحوسبة إذ يتم مباشرة التنفيذ لجميع الوظائف والخدمات وفي جميع الأقسام و وحدات المكتبة.

05 أنواع البرمجيات الوثائقية:
تُعتبر المعلومات من العوامل المهمة التي تساعد في تقدم المجتمع و تطوره ، و في اتخاذ القرارات التي يتوقف نجاحها على مدى توفر المعلومات الكافية ذات الكمية و النوعية ، وهنا تلعب وسائل الوصول الى المعلومات الدور الأساسي ، و السرعة التي تنتج بها المعلومات و الوفرة التي خلقت مشاكل جمة على صعيد الوصول اليها و التحكم فيها ، و من هذا المنطلق تكمن أهمية البرمجيات الوثائقية داخل المكتبات و مراكز المعلومات ، نظرا لما تملكه هذه التقنية من قدرة على توفير المعلومات الضرورية عند الحاجة إلى استخدامها، حيث تُعتبر البرمجيات الوثائقية مجموعة النظم الالكترونية التي تُستخدم لإدارة و تسيير أرصدة المكتبات و مراكز المعلومات ، من خلال انشاء قواع البيانات ـ، والتي يمكن الوصول اليها من خلال الفهارس الالكترونية و من خلال شبكة محلية او من الشبكة العالمية ” من موقع المكتبة على الانترنت ” فهي طريقة الية لتسير السلسلة الوثائقية من اقتناء و تزويد و تخزين و معالجة و تصنيف و فهرسة و تكشيف و استرجاع الوثائق ، و تكون هذه البرمجيات اما متكاملة او فرعية .و يمكن القول ان البرمجيات الوثائقية هي عبارة عن برنامج او مجموعة من البرامج المعلوماتية التي تقوم بتسيير المعلومات و الوثائق انطلاقا من قواعد المعلومات بالإضافة الى الوظائف الوثائقية المتعلقة بتسيير هذه المعلومات و الوثائق ، تستعمل هذه البرمجيات في الغالب من طرف المكتبات و مراكز التوثيق و مراكز الأرشيف .
وتنقسم هذه البرمجيات إلى نوعين:

01 البرمجيات الفرعية التي تتميز بكونها تضم نظام فرعي واحد ، حيث اهتمت المكتبات في بداية حوسبة خدماتها بعملية الإعارة نظرا لما تتميز به العملية من تكرار و ضبط العمل ، أي أن كل وظيفة تقع حوسبتها على حده وهو بمثابة نظام فرعي.
02 البرمجيات المتكاملة وهي التي صاحبت التطور الذي حدث في المكونات المادية للحاسوب وهي تعتمد على بناء قاعدة البيانات الببليوغرافية تحتوي على نظام تشترك فيه كل برمجيات النظم الفرعية الوظيفية ، و يطلق مصطلح التكامل على أي برمجية تضم اثنين او اكثر من الوظائف الفرعية فهذا النوع من البرمجيات يتيح الاستخدامات المتعددة لقاعدة او قواعد البيانات المتاحة على النظام في نفس الوقت ، الامر الذي يحد من تكرار العمل و في احتمال زيادة الأخطاء ، بالإضافة الى إمكانية قيام البرمجية بمعظم الوظائف الإدارية و التي ترتبط بالعمليات الفنية و الخدمات بالمكتبات و مراكز المعلومات ، وقد عرفت عدة تطورات منذ منتصف التسعينات حيث أصبحت تتيح إمكانية الاتصال بمصادر المعلومات أخرى كشبكات المعلومات و بنوك و قواعد المعلومات .

أمثلة من البرمجيات الوثائقية:
برمجية :KOHA / ARCHIMED/PMB / LIBRARIAN / HORISON / BIBLIO-TCH
Handy Library Manager. / LibraryWorld. / Apollo / VERSO / TinyCat. / Aura Online / symfonie / syracuse

الشروط العامة الواجب توفرها في النظام
الحوسبة هي عملية إدخال ومعالجة واسترجاع البيانات الببليوغرافية ضمن الإطار العام للقواعد والمعايير المقننة المعتمدة والمعمول بها مع استثمار قدرات البرمجيات والحواسيب لضمان منافذ أكثر عدداً ومرونة للمستخدمين والمستفيدين النهائيين معاً، وحتى تكون عملية ناجعة ومستوفية كافة الشروط المعمول بها في جميع أنحاء العالم باعتبار وأن العمل سيكون مفتوحا عبر شبكة الانترنت وتحت طلب كافة المستفيدين أينما كانوا، لابد من إتباع الطرق التالية:
تحديد الحاجيات:
الإجابة على الأسئلة الأولية التي سبق وأن تم تحديدها
زيارة المكتبات التي انصهرت في عملية الحوسبة لمعرفة كيفية عملها والاطلاع على تجربتها.
تحديد المواصفات الواجب توفرها في النظام الوثائقي المطلوب
عرض المكتبة ومجموعاتها ومستخدميها ونشاطها وسياقها، وصف الوظائف المتوقعة.
إرسال المواصفات إلى العديد من الموردين
مطالبة مقدمي الخدمة بالحضور وتقديم حلولهم إلى المكتبة.
فحص ومقارنة العروض:
اختبار النظام الذي سيقع اختياره ووحداته المختلفة!
ما نوع النظام؟ :نظام حر ؟ نظام احتكاري؟ أو كامل الويب أم لا؟
(برمجيات حرة => برمجيات تكون متاحة للجميع. الحل الذي يمكن تثبيته واستخدامه وتعديله من قبل أي شخص).

كل نظام له مزايا وعيوب، والتي يجب تحليلها بعناية مقدما.
كلما كانت المواصفات أكثر تفصيلاً، أصبح اختيار النظام الوثائقي سهل
لابد من الأخذ في عين الاعتبار تكاليف التشغيل المحتملة (استضافة قاعدة البيانات والصيانة) والتعرف على طرق تحديث البرنامج.
يجب أن يكون النظام الوثائقي(SIGB) المحدد متوافقًا مع معيارين لتبادل البيانات الببليوغرافية:
معيار Unimarc ISO 2709 (لاسترجاع التسجيلات الببليوغرافية)
التوصية رقم 995 بشأن تبادل بيانات المادة لدمج تسجيلات في فهرس المكتبة
التفكير في إمكانيات تطوير الخدمات (وحدات إضافية، والتفاعل مع بوابة الويب، وما إلى ذلك)
أن يتم التحقق من صحة الاختيار من قبل مختصين في البرمجيات الوثائقية.
متابعة تثبيت الأجهزة والبرامج بواسطة المزود الذي وقع الاختيار عليه مع التأكيد على التعهد بالصيانة المستمرة.
التأكد من عمليات التثبيت والتدريب والصيانة وما إلى ذلك، متوفرة في عقد الاقتناء أم لا .

من الواضح أن خطوات الحوسبة تختلف إذا اخترت برنامجًا مجانيًا/ أو حلاً مدفوعًا:
التدريب، في حالة الحل المجاني، سيقتصر على البرامج التعليمية عبر الإنترنت، في حين أن الحل المدفوع سيوفر وقت التدريب الذي يقدمه مزود الخدمة؛ وهذا ضروري عند اقتناء نظام الحوسبة.

الخلاصة
إن سعي قطاع المطالعة العمومية المتواصل إلى تحقيق أفضل الخدمات إلى مجتمع المستفيدين ومواجهة التحدي الكبير المتمثل في التغلب على مشاكل الأعمال الروتينية المرهقة وكذلك اختصار الوقت من أجل الاستجابة لطلبات روادها إضافة إلى القدرة على المنافسة في بيئة تتسم بالتغير والتطور المستمر، يفرض عليها الأخذ بعين الاعتبار الإمكانيات المادية وتوفير التجهيزات والمعدات والقيام بتدريب الموظفين والعاملين بالقطاع على التعامل مع التكنولوجيا الحديثة من أجل تحقيق أقصى استفادة من مصادر المعلومات، وحتى يتحقق ذلك لابد من الشروع في حوسبة المكتبات العمومية.

فالحوسبة اليوم تلعب دوراً حيوياً في تشكيل مستقبلنا وتحديد اتجاهات التطور التكنولوجي، إذ تسمح للعاملين في قطاع المطالعة والمستفيدين على حد السوا بالاستفادة من التقنيات المتطورة من خلال التكوين المستمر والتفاعل مع التطورات.

لأن فهم أساسياتها ومواكبة التطورات يمكن أن يساعدهم على تحقيق النجاح في مجتمع يعتمد بشكل متزايد على التكنولوجيا مما يُمكنهم من الاطلاع الدائم بأحدث التقنيات والابتكارات وتطبيق هذه المعرفة في مجالات عملهم وحياتهم اليومية، وبالتالي يمكن للحوسبة أن تساهم في تطوير العمل داخل المكتبات واستقطاب أكبر عدد من الرواد .

الوسوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق